السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا أصبحت الزجاجات البلاستيكية تحتوي على أغطية مزعجة في أيامنا هذه.

اتخذ الاتحاد الأوروبي خطوةً هامةً في مكافحته للنفايات البلاستيكية بإلزامه إبقاء جميع أغطية الزجاجات البلاستيكية مثبتةً بها، اعتبارًا من يوليو 2024. وكجزءٍ من التوجيه الأوسع نطاقًا بشأن البلاستيك أحادي الاستخدام، أثار هذا التنظيم الجديد ردود فعلٍ متباينة في قطاع المشروبات، ما بين الثناء والنقد. ويبقى السؤال: هل ستساهم أغطية الزجاجات المثبتة في تعزيز التقدم البيئي حقًا، أم أنها ستُسبب مشاكل أكثر من فوائدها؟

ما هي الأحكام الرئيسية للتشريعات المتعلقة بالأغطية المربوطة؟
تُلزم لائحة الاتحاد الأوروبي الجديدة جميع أغطية الزجاجات البلاستيكية بالبقاء مُثبتة عليها بعد فتحها. هذا التغيير، الذي يبدو طفيفًا، قد يُحدث آثارًا بالغة. يهدف هذا التوجيه إلى الحد من النفايات وضمان جمع الأغطية البلاستيكية وإعادة تدويرها مع زجاجاتها. ويهدف الاتحاد الأوروبي، من خلال اشتراط بقاء الأغطية مُثبتة على الزجاجات، إلى منعها من أن تصبح قطعًا منفصلة من النفايات، مما قد يُلحق ضررًا بالغًا بالحياة البحرية.

يُشكل هذا التشريع جزءًا من توجيه الاتحاد الأوروبي الأوسع نطاقًا بشأن البلاستيك أحادي الاستخدام، والذي طُرح عام ٢٠١٩ بهدف معالجة مشكلة التلوث البلاستيكي. ومن التدابير الإضافية التي يتضمنها هذا التوجيه حظر استخدام أدوات المائدة والأطباق والمصاصات البلاستيكية، بالإضافة إلى اشتراط احتواء الزجاجات البلاستيكية على ما لا يقل عن ٢٥٪ من المواد المُعاد تدويرها بحلول عام ٢٠٢٥ و٣٠٪ بحلول عام ٢٠٣٠.

بدأت شركات كبرى، مثل كوكاكولا، بالفعل في اتخاذ التعديلات اللازمة للامتثال للأنظمة الجديدة. خلال العام الماضي، طرحت كوكاكولا أغطيةً مربوطة في جميع أنحاء أوروبا، مروجةً لها كحلٍّ مبتكر لضمان عدم ترك أي غطاء، ولتشجيع المستهلكين على إعادة التدوير بشكل أفضل.

استجابة صناعة المشروبات والتحديات التي تواجهها
لم تخلُ اللائحة الجديدة من الجدل. فعندما أعلن الاتحاد الأوروبي عن التوجيه لأول مرة عام ٢٠١٨، أعربت صناعة المشروبات عن قلقها إزاء التكاليف والتحديات المحتملة المرتبطة بالامتثال. وتُمثل إعادة تصميم خطوط الإنتاج لاستيعاب الأغطية المربوطة عبئًا ماليًا كبيرًا، لا سيما على المصنّعين الصغار.

أعربت بعض الشركات عن مخاوفها من أن يؤدي إدخال الأغطية المربوطة إلى زيادة إجمالية في استخدام البلاستيك، نظرًا للمواد الإضافية اللازمة لإبقاء الغطاء مثبتًا. علاوة على ذلك، هناك اعتبارات لوجستية، مثل تحديث معدات وعمليات التعبئة لاستيعاب تصاميم الأغطية الجديدة.

على الرغم من هذه التحديات، يتبنى عدد كبير من الشركات هذا التغيير بشكل استباقي. على سبيل المثال، استثمرت شركة كوكاكولا في تقنيات جديدة وأعادت تصميم عمليات التعبئة لديها بما يتوافق مع القانون الجديد. وتقوم شركات أخرى باختبار مواد وتصاميم مختلفة لتحديد الحلول الأكثر استدامة وفعالية من حيث التكلفة.

تقييم الأثر البيئي والاجتماعي
الفوائد البيئية للأغطية المربوطة واضحة نظريًا. فمن خلال إبقاء الأغطية مربوطة بالزجاجات، يهدف الاتحاد الأوروبي إلى تقليل النفايات البلاستيكية وضمان إعادة تدوير الأغطية مع زجاجاتها. ومع ذلك، لم يُحدد بعد الأثر العملي لهذا التغيير.

تباينت آراء المستهلكين حتى الآن. فبينما أعرب بعض المدافعين عن البيئة عن دعمهم للتصميم الجديد، أبدى آخرون مخاوفهم من أنه قد يسبب إزعاجًا. وأعرب المستهلكون عن مخاوفهم على منصات التواصل الاجتماعي من صعوبة سكب المشروبات، وارتطام الغطاء بوجههم أثناء الشرب. بل إن البعض أشار إلى أن التصميم الجديد هو حلٌّ لمشكلة، مشيرين إلى أن الأغطية نادرًا ما كانت تُشكّل جزءًا كبيرًا من النفايات في المقام الأول.

علاوة على ذلك، لا يزال هناك غموض حول ما إذا كانت الفوائد البيئية ستكون كبيرة بما يكفي لتبرير هذا التغيير. يعتقد بعض خبراء الصناعة أن التركيز على الأغطية المربوطة قد يصرف الانتباه عن إجراءات أكثر تأثيرًا، مثل تحسين البنية التحتية لإعادة التدوير وزيادة استخدام المواد المعاد تدويرها في التغليف.

التوقعات المستقبلية لمبادرات إعادة التدوير في الاتحاد الأوروبي
تُمثل لائحة الحد الأقصى المُقيد جزءًا واحدًا فقط من استراتيجية الاتحاد الأوروبي الشاملة لمعالجة مشكلة النفايات البلاستيكية. وقد وضع الاتحاد الأوروبي أهدافًا طموحة لإعادة التدوير والحد من النفايات مستقبلًا. وبحلول عام ٢٠٢٥، يتمثل الهدف في وضع نظام لإعادة تدوير جميع الزجاجات البلاستيكية.
صُممت هذه التدابير لتسهيل الانتقال إلى اقتصاد دائري، حيث تُعاد استخدام المنتجات والمواد والموارد وإصلاحها وإعادة تدويرها كلما أمكن. ويمثل تنظيم الحد الأقصى للانبعاثات المربوطة خطوةً أولى في هذا الاتجاه، مع إمكانية تمهيد الطريق لمبادرات مماثلة في مناطق أخرى حول العالم.

يُمثل قرار الاتحاد الأوروبي بإلزام أغطية الزجاجات المربوطة خطوةً جريئةً في مكافحة النفايات البلاستيكية. ورغم أن هذه اللائحة قد أحدثت تحولاتٍ ملحوظةً في صناعة المشروبات، إلا أن تأثيرها على المدى الطويل لا يزال غير مؤكد. من الناحية البيئية، تُمثل هذه اللائحة خطوةً مبتكرةً نحو الحد من النفايات البلاستيكية وتعزيز إعادة التدوير. أما من الناحية العملية، فتُمثل اللائحة الجديدة تحدياتٍ للمصنعين والمستهلكين على حدٍ سواء.

يعتمد نجاح القانون الجديد على تحقيق التوازن الأمثل بين الأهداف البيئية وواقع سلوك المستهلك والقدرات الصناعية. ولم يتضح بعد ما إذا كان هذا القانون سيُنظر إليه كخطوة تحويلية أم سيُنتقد باعتباره إجراءً مُبسطًا للغاية.


وقت النشر: ١١ نوفمبر ٢٠٢٤